|
|
ثلاثة من السياح الذين خطفوا بعد الافراج عنهم في 29 ايلول/سبتمبر |
- اكد احد الرهائن المصريين السابقين الثمانية الذين اطلق سراحهم الثلاثاء مع احد عشر سائحا اوروبيا ان الخاطفين الذين قاموا باحتجازهم فتية تخلوا عنهم في الصحراء قبل ان يعثر عليهم الجيش المصري.
وكان مسؤولون امنيون مصريون صرحوا ان قوة خاصة مصرية حررت الرهائن في عملية فجر الاثنين في تشاد وقتلت نصف الخاطفين.
لكن شريف فاروق محمد (36 عاما) احد السائقين المصريين الذين كانوا يرافقون المصريين اكد ان الخاطفين اطلقوا سراح الرهائن مساء الاحد. ووصف الخاطفين بانهم "فتية".
وقال هذا الرهينة السابق الذي عاد الى منزله في القاهرة لوكالة فرانس برس "كان من المؤكد انهم لن يجرؤوا على قتلنا. انهم فتية في ال15 وال16 من العمر ومعهم بضعة رجال اكبر سنا".
واضاف وهو يحمل ابنته التي تبلغ من العمر سنتين على ذراعيه ان "الخاطفين بدأوا يشعرون بالملل وكانوا يرددون باستمرار: اين اموالنا لنتمكن من الرحيل؟".
وكان الخاطفون طلبوا فدية تبلغ عشرة ملايين يورو من المفاوضين الالمان الذين كانوا يتصلون بهم عن طريق الزوجة الالمانية لاحد الرهائن المدير المصري للوكالة المنظمة للرحلة. وقد خفضوا الفدية بعد ذلك الى ستة ملايين يورو.
وكان السياح الاجانب ال11 -- خمسة المان وخمسة ايطاليين وروماني -- وثمانية مرافقين مصريين لهم بينهم محمد خطفوا في 19 ايلول/سبتمبر خلال رحلة في الصحراء جنوب غرب مصر ثم اقتيدوا الى السودان المجاور.
وقد عاد السياح الالمان والايطاليون الى بلديهم من دون ان يدلوا باي تصريح عن وقائع الخطف.
واعلنت السلطات السودانية انها قتلت الاحد ستة من الخاطفين واعتقلت اثنين آخرين بعدما اعترضت آليتهم على الحدود السودانية التشادية.
وقال محمد ان "اللصوص" الذين قتلوا الاحد في الاشتباك مع الجيش السوداني كانوا في طريقهم "لتسلم الفدية".
واضاف "كنا قلقين مما سيحدث لنا بعد تسلمهم الفدية وقد يتركوننا لنموت في الصحراء" موضحا ان الخاطفين كانوا يتكلمون "لغة عربية سيئة".
لكن خلافا لهذه التوقعات انتهى الامر بالخاطفين بالاحتفاظ بثلاث آليات رباعية الدفع تملكها الشركة السياحية واعلنوا للرهائن انهم يستطيعون الرحيل بالسيارة المتبقية واعادوا لهم جهازا لتحديد موقعهم بالاقمار الاصطناعية (جي بي اس).
وتابع محمد ان الرهائن السابقين "تكدسوا" في السيارة واضطر بعضهم للجلوس على سطحها وساروا باتجاه الشمال اي باتجاه مصر.
واضاف "حوالى الساعة الثانية وصلنا الى منطقة صحراوية وعرة يصعب سلوكها. فقررنا قضاء الليل ثم استأنفنا رحلتنا في اليوم التالي".
وتابع "رأينا القوات المصرية حوالى الساعة العاشرة (من الاثنين) وكان يبدو انهم متجهون نحونا".
واضاف "لم اسمع اي عيار ناري ولم اسمع بالحديث عن امر من هذا النوع سوى بعد عودتي" ملمحا بذلك الى الرواية الرسمية المصرية التي تؤكد ان قوات خاصة قتلت نصف الخاطفين خلال تبادل لاطلاق النار.
وفي برلين اكد سكرتير الدولة الالماني للشؤون الداخلية اوغست هانينغ ان الخاطفين افرجوا "من تلقاء انفسهم" عن الرهائن. وقال لشبكة ان-تي.في التلفزيونية ان "قوات الامن السودانية كانت قتلت قسما من الخاطفين او اسرتهم. اما الخاطفون الباقون فحرروا الرهائن عندئذ من تلقاء انفسهم".
من جهته اوضح الرهينة السابقة برند ال. (65 عاما) ان قوات الامن المصرية "لم +تحررنا+". واضاف ان الخاطفين الذين قتل ستة من رفاقهم افرجوا عن الرهائن من تلقاء انفسهم و"هذا ما شكل مفاجأة كبيرة لنا لاننا كنا نعتقد انهم سيقتلوننا جميعا الان".
ووصف خاطفيه بأنهم "مجرمون وليسوا لطفاء" كانوا يريدون فقط الحصول على فدية وانهم لم يستخدموا القوة مع الرهائن.
وذكرت مصادر في قوات الامن الالمانية ان ستة من الخاطفين قتلوا الاحد على حاجز طرق كانوا يحاولون اجتيازه من دون الرهائن. واضافت ان اثنين من الخاطفين اعتقلا آنذاك. واوضحت ان الخاطفين كانوا من افراد "قبائل محلية تنشط" على الحدود بين مصر والسودان وتشاد وليبيا.